لوح خشبي متحجر آخر من ألواح السفينة يلاحظ أنه على هيئة مسطحة غير أسطوانية ( مثل جذوع الأشجار ) كما وصف القرآن |
( لوح خشبي متصخر من ألواح السفينة ) |
8 – دُسُر السفينة:
من أهم ما اكتشف في موقع السفينة بالجودي وذكره الفيلم الوثائقي سالف الذكر " المسامير " المعدنية rivets، وقد وجدت كبيرة الحجم وعلى هيئة المسمار " البرشام " وبالطبع طرأ عليها تغيرات مع الزمن مع تداخل مادة " السيليكا " من محيط السفينة الرملي.
وجدت ذلك بعثة الباحث الأمريكي " رون وايات " RON WYATT في أواخر سبعينات القرن العشرين حين استخدم لأول مرة " كاشف معادن "Metal detector أشبه بكاشف الألغام في الموقع، ووجدوا دليلًا على ترسبات معدنية داخل الجدران ثم عاود الكرَّة عام 1984م وأخذ عينة من تلك الترسبات وحللها في معامل مختصة فتبين أنها خليط معدني من صنع الإنسان ألا يذكرنا ذلك بقوله تعالى: { وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} ؟ والدسار هو المسمار ؟
حفرية لدسار معدني في تكوين السفينة |
الدسر المعدنية و قد تحولت إلى حفريات |
والحق إن هذه الجزئية لم يذكرها أي كتاب سوى القرآن الكريم , مع أن قصة نوح كما أسلفنا تذكر ليس فقط في التوراة والكثير من مخطوطات أهل الكتاب , بل والكثير من أدبيات الشعوب القديمة.
ثم استخدم بعد ذلك باحث أمريكي وهو " ديفيد فاسولد " DAVID FASOLD جهازًا آخر للكشف عن المعادن وهو Molecular frequencygenerator إذ جمع به النقاط التي بها معادن في موضع السفينة فأعطت شكلًا منتظمًا لهذه المعادن أي أنها تربط بين ألواح منتظمة على هيئة مربعات (شبكة) داخل إطار شكل لسفينة !! كما هو مبين بالشكل
(استخدام كاشف المعادن للكشف عن الدسر) |
( طريقة أخرى للكشف عن المعادن توضح أن رسم رصد المعادن يعطي شكل السفينة ) |
وقد أخطأ بعض المفسرين المحدثين الذين رأوا أن الدسر هي الحبال؛ لأن الدسر في اللغة هو الدفع بقوة، وعند الرجوع للمعاجم اللغوية الكبيرة المعتمدة كلسان العرب وتاج العروس نجد أن الدسار هو المسمار المعدني؛ كمقولة قاتل الحسين – لعنه الله – دسرته بالرمح دسراً ولم يقل طعنته، كأنه قد مسمره بالرمح، ولا خوف أن يقال إن الإنسان لم يكن يعرف المعادن في ذلك العهد ؛ فقد اكتشف أخيرًا أن الإنسان اكتشف بل وصهر خامات المعادن منذ مائة ألف عام على الأقل، راجع في ذلك مجلة العلوم الأمريكية عدد سبتمبر 2005م ص 49، وكتاب: "من مرحلة لوسي إلى مرحلة اللغة " تأليف: دونالد جوهانسون وبليك إدغار، ترجمة إياد ملحم / منشورات المجمع الثقافي بأبي ظبي ص 175.
وبعد فليست هذه الحقائق الثمانية هي كل حقائق هذا الكشف المعجز ولكنها أوضحها وأهمها، فقد وجدت كذلك البعثات المتكررة [ للباحثين الأمريكيين خلال ثلاثين عامًا ] فضلات الحيوانات التي صارت حفريات coprolites، كما وجدت عدة " ثقالات " pallets ( راجع في ذلك مواقع: www.Noaharksearch.com ، وغيرهما www.Anchor.com.
وننهي عملنا هذا بتساؤل كيف لبناء بسيط من الألواح الخشبية والدسر المعدنية، بلا محرك ولا شراع، بل بلا قائد لأن مهمة نوح انتهت ببناء السفينة بوحي الله وحمله فيها الناجين. أما السفينة فقد كانت تجرى بأعين الله تعاني أهوال زخَّات الماء وكأنها تمر تحت شلال من الشلالات الرهيبة.
ثم لابد أنهم عانوا بعد ذلك من البرد الشديد نتيجة احتجاب أشعة الشمس , وكذلك ضوؤها نتيجة السحب الكثيفة، فركاب تلك السفينة لم يروا لفترة طويلة ضوء الشمس ولم يعرفوا ليلًا ونهارًا. تسير بهم أو بالأحرى تجري في موج كالجبال. فتميل وترتفع وتهبط ولا تغرق. إنها لأهوال وكأنها من أهوال القيامة. نقول كيف لتلك السفينة البسيطة أن تتحمل كل ما ذكرناه آنفًا ؟ لقد كان { بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا }.
إعداد / هشام محمد طلبة
كاتب وباحث إسلامي
اتمنى استفادة للجميع
كاتب وباحث إسلامي
اتمنى استفادة للجميع