ب) أما الأعضاء الداخلية فتنزل الخصية من الظهر على جانبي العمود الفقري إلى كيس الصفن في الذكور أوينزل المبيض من الظهر على جانبي العمود الفقري إلى جانبي تجويف الحوض في الإناث بينما تصعد الكلى من الحوض إلى جانبي العمود الفقري إلى غير ذلك مما يطول سرده وهذه الأعضاء الداخلية هي ما تعرف في علم الأجنة باسم الأعضاء المهاجرة (Migrating organs).
وهذه الصفة..وهى التعديل..قد عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى ( يأيها الإنسانُ ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك ) (سورة الانفطار:6-7) وبذلك فإن القرآن الكريم لم يكتف بالإشارة إلى النشأة والتعديل كمرحلة من مراحل تطور الجنين بل وضعهما أيضاً في الترتيب الزمني الصحيح كآخر مراحل خلق الجنين قبل الولادة.
وهذه الصفة..وهى التعديل..قد عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى ( يأيها الإنسانُ ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك ) (سورة الانفطار:6-7) وبذلك فإن القرآن الكريم لم يكتف بالإشارة إلى النشأة والتعديل كمرحلة من مراحل تطور الجنين بل وضعهما أيضاً في الترتيب الزمني الصحيح كآخر مراحل خلق الجنين قبل الولادة.
تتكون الكلى في البداية في تجويف الحوض ثم تهاجر لتصعد إلى مكانها المعتاد Sadler، Langman's Medical Embryology 10th ed،2006، p:236 |
Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p:135 |
كيف يخرج الجنين المكتمل النمومن رحم الأم إلى الخارج ؟
إن عملية الولادة هي عمل معجز. فطوال الحمل كان جسم الرحم مرتخياً ليستوعب الجنين وكان عنق الرحم مغلقاً بإحكام وإلا حدث السقط. ولكن عند بدء عملية الولادة يتم إفراز هرمونات تؤدي إلى إنعكاس هذا الوضع فيبدأ عنق الرحم في الإرتخاء والقصر واللين حتى يختفي عند الولادة الفعلية بينما يبدأ جسم الرحم في الإنقباضات المتوالية ليدفع بالجنين إلى الخارج كما أن الهرمونات تؤدي إلى إرتخاء أربطة مفاصل الحوض فتسمح بحركة خفيفة في عظام الحوض عند مرور الجنين مفسحةً له مكاناً أوسع لتيسير له طريق الخروج من الرحم. والجنين نفسه لا يخرج على هيئته وحوله كيس ممتلىء بالماء بل ينفجر كيس الماء أولاً في الغالب ليندفع الماء إلى الخارج فيغسل مجرى خروج الجنين بما يحتويه من مطهرات فيمنع عنه ما شاء الله من البلاء. وأخيراً فعند خروج الجنين يتحرك حركات نصف دائرية
وينثني ثم ينفرد في حركات متتابعة دقيقة لا يمكن أن يكتب له الخروج بدونها في تتابع دقيق محكم ضمن خطة كاملة لإخراج هذا الجنين من ضيق الرحم إلى سعة الحياة وصدق الله العظيم إذ يقول تعالى: ( من نطفة خلقه فقدره، ثم السبيل يسره ) (سورة عبس: 19-20).
إن عملية الولادة هي عمل معجز. فطوال الحمل كان جسم الرحم مرتخياً ليستوعب الجنين وكان عنق الرحم مغلقاً بإحكام وإلا حدث السقط. ولكن عند بدء عملية الولادة يتم إفراز هرمونات تؤدي إلى إنعكاس هذا الوضع فيبدأ عنق الرحم في الإرتخاء والقصر واللين حتى يختفي عند الولادة الفعلية بينما يبدأ جسم الرحم في الإنقباضات المتوالية ليدفع بالجنين إلى الخارج كما أن الهرمونات تؤدي إلى إرتخاء أربطة مفاصل الحوض فتسمح بحركة خفيفة في عظام الحوض عند مرور الجنين مفسحةً له مكاناً أوسع لتيسير له طريق الخروج من الرحم. والجنين نفسه لا يخرج على هيئته وحوله كيس ممتلىء بالماء بل ينفجر كيس الماء أولاً في الغالب ليندفع الماء إلى الخارج فيغسل مجرى خروج الجنين بما يحتويه من مطهرات فيمنع عنه ما شاء الله من البلاء. وأخيراً فعند خروج الجنين يتحرك حركات نصف دائرية
وينثني ثم ينفرد في حركات متتابعة دقيقة لا يمكن أن يكتب له الخروج بدونها في تتابع دقيق محكم ضمن خطة كاملة لإخراج هذا الجنين من ضيق الرحم إلى سعة الحياة وصدق الله العظيم إذ يقول تعالى: ( من نطفة خلقه فقدره، ثم السبيل يسره ) (سورة عبس: 19-20).
17- أسس وضع المصطلحات العلمية في علم الأجنة
شكل يوضح حساب مراحل نموالجنين حسب تقسيم العالم (كارنيجي) إن المصطلح العلمي حتى يحقق الغرض منه يجب أن تتحقق ثلاث أسس هامة هى: |
ـ أن يكون المصطلح واصفاً للمظهرالخارجى.
ـ أن يعكس العمليات الداخلية التى تحدث في كل طور.
ـ أن يتحاشى الإلتباس عند بداية كل مرحلة ونهايتها.
واستعمال القرآن الكريم للألفاظ: نطفة – علقة- مضغة – عظام – لحم – نشأة – تعديل، هوأدق وأبسط مصطلح يحقق هذا الغرض. فلفظ نطفة يدل على قطرة من سائل وهوهنا ماء الرجل والمرأة وفي إضافة أمشاج إليها في بعض الآيات تفصيل معجز للدلالة على بدأ الخلق بإتخاذ نطفة الرجل والمرأة وما فيهما من مادة وراثية. وهى تظل على صورة القطرة حوالي الأسبوع الأول من الحمل.
ولفظ علقة الذي جاء بعد النطفة يصف مظهر هذا الطور وهويسبح متعلقاً بجدار الحوصلة ومتطفلاً في تغذيته على دماء الأم المحيطة بالحوصلة لعدم وجود قلب به وهومع ذلك يشبه طفيل العلق المعروف ويستمر على هذا الشكل في الأسبوعين الثاني والثالث.
ولفظ مضغة يصف مرحلة الأسبوع الرابع والخامس والسادس والتي تتميز ببروز النتوءات الجانبية التي تجعل شكل الجنين مثل قطعة اللحم الممضوغة والتي لا يتجاوز طولها 1-2سم.
وبينما يكون أظهر حدث فى الأسبوع السابع هوبداية تكون العظام، فإن أوضح أحداث الأسبوع الثامن هوكساء العظام بالحم.
وهذه الأطوار المتعاقبة قد عُبر عنها في سرعة تعاقبها فى قوله تعالى ( ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة.... ) (سورة المؤمنون: 14)، ثم يأتي الترتيب في نشأة العظام وكساؤها باللحم واستعمال حرف العطف ( ف ) في قوله تعالى (...فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً.....) (سورة المؤمنون: 14)
وأخيراً وصف المرحلة الأخيرة بالنشأة حيث النمووتضاعف الحجم والتعديل حيث تتعدل نسب الجسم وأماكن الأعضاء.ولإن ذلك يستغرق مدة طويلة فقد استعمل القراَن الكريم لفظ (ثم) الدال على الترتيب مع التراخي.
لقد احتار العلماء في كيفية وصف المراحل المعقدة لتطور الأجنة فوصفها بعضهم حسب الأسبوع فيقول يحدث في الأسبوع الأول كذا ويحدث في الأسبوع الحادي عشر كذا، ووصفها بعضهم حسب المراحل فقال يحدث في المرحلة الأولى...والمرحلة الثانية.....والمرحلة الخامسة عشر... وهكذا... وهذه المصطلحات لا معنى لها عند غير المتخصصين، فغير المتخصص لا يمكنه أن يستحضر شكل الجنين في الأسبوع الثامن أوخصائصه في المرحلة الحادية والعشرين.
ـ أن يعكس العمليات الداخلية التى تحدث في كل طور.
ـ أن يتحاشى الإلتباس عند بداية كل مرحلة ونهايتها.
واستعمال القرآن الكريم للألفاظ: نطفة – علقة- مضغة – عظام – لحم – نشأة – تعديل، هوأدق وأبسط مصطلح يحقق هذا الغرض. فلفظ نطفة يدل على قطرة من سائل وهوهنا ماء الرجل والمرأة وفي إضافة أمشاج إليها في بعض الآيات تفصيل معجز للدلالة على بدأ الخلق بإتخاذ نطفة الرجل والمرأة وما فيهما من مادة وراثية. وهى تظل على صورة القطرة حوالي الأسبوع الأول من الحمل.
ولفظ علقة الذي جاء بعد النطفة يصف مظهر هذا الطور وهويسبح متعلقاً بجدار الحوصلة ومتطفلاً في تغذيته على دماء الأم المحيطة بالحوصلة لعدم وجود قلب به وهومع ذلك يشبه طفيل العلق المعروف ويستمر على هذا الشكل في الأسبوعين الثاني والثالث.
ولفظ مضغة يصف مرحلة الأسبوع الرابع والخامس والسادس والتي تتميز ببروز النتوءات الجانبية التي تجعل شكل الجنين مثل قطعة اللحم الممضوغة والتي لا يتجاوز طولها 1-2سم.
وبينما يكون أظهر حدث فى الأسبوع السابع هوبداية تكون العظام، فإن أوضح أحداث الأسبوع الثامن هوكساء العظام بالحم.
وهذه الأطوار المتعاقبة قد عُبر عنها في سرعة تعاقبها فى قوله تعالى ( ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة.... ) (سورة المؤمنون: 14)، ثم يأتي الترتيب في نشأة العظام وكساؤها باللحم واستعمال حرف العطف ( ف ) في قوله تعالى (...فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً.....) (سورة المؤمنون: 14)
وأخيراً وصف المرحلة الأخيرة بالنشأة حيث النمووتضاعف الحجم والتعديل حيث تتعدل نسب الجسم وأماكن الأعضاء.ولإن ذلك يستغرق مدة طويلة فقد استعمل القراَن الكريم لفظ (ثم) الدال على الترتيب مع التراخي.
لقد احتار العلماء في كيفية وصف المراحل المعقدة لتطور الأجنة فوصفها بعضهم حسب الأسبوع فيقول يحدث في الأسبوع الأول كذا ويحدث في الأسبوع الحادي عشر كذا، ووصفها بعضهم حسب المراحل فقال يحدث في المرحلة الأولى...والمرحلة الثانية.....والمرحلة الخامسة عشر... وهكذا... وهذه المصطلحات لا معنى لها عند غير المتخصصين، فغير المتخصص لا يمكنه أن يستحضر شكل الجنين في الأسبوع الثامن أوخصائصه في المرحلة الحادية والعشرين.
ولكل إذا أطلق لفظ نطفة – علقة – مضغة – عظام – لحم – نشأة. فإن المصطلح يعطي المعنى المطلوب تماماً عند المتخصص وغير المتخصص على السواء مع ما عند المتخصص من العلم الإضافي في هذا المجال.
النطفة- الأسبوع الأول | |
العلقة – الأسبوعين الثاني والثالث | |
المضغة – الأسابيع 3-4-5 | |
| |
العظام الأسبوع السابع | |
Sadler، Langman's Medical Embryology 9th ed،2006، p:184 | |
اللحم الأسبوع الثامن | |
Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p:402 | |
النشأة خلقاً آخر الأسبوع التاسع-إلى آخر الحمل | |
Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p:105 |
ولذلك فقد قدم واحدٌ من أعظم علماء علم الأجنة في هذا المجال وهوالعالم الكندي "kethmore" بحثاً لأحد المؤتمرات العلمية عام 1989 مقترحاً تعديل أوصاف الجنين عند تدريسها لطلاب الطب لتتطابق مع الألفاظ القرآنية بإعتبارها أفضل وصف معبر عن كل مرحلة.
لقد أظهرت هذه الآيات المبهرات صدق القراَن الكريم كما قال تعالى (وقل الحمد سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون) (سورة النمل: 93). كما أعطت دليلا مبهرا على البعث بعد الموت قال تعالى (يأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم....) (سورة الحج:5). فثبتت بحمد الله العقيدة الصحيحة في قلب المسلم وأقامت الحجة الدامغة على غير المسلم كما قال تعالى....ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم) (سورة الأنفال:42).
هذا ما تيسر ذكره ملخصاً في هذا الموضوع. فإن كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ أووهم أونسيان فمني ومن الشيطان، فلله الحجة الدامغة. والحمد لله رب العالمين.
لقد أظهرت هذه الآيات المبهرات صدق القراَن الكريم كما قال تعالى (وقل الحمد سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون) (سورة النمل: 93). كما أعطت دليلا مبهرا على البعث بعد الموت قال تعالى (يأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم....) (سورة الحج:5). فثبتت بحمد الله العقيدة الصحيحة في قلب المسلم وأقامت الحجة الدامغة على غير المسلم كما قال تعالى....ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم) (سورة الأنفال:42).
هذا ما تيسر ذكره ملخصاً في هذا الموضوع. فإن كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ أووهم أونسيان فمني ومن الشيطان، فلله الحجة الدامغة. والحمد لله رب العالمين.
بقلم الأستاذ الدكتور مصطفى عبد المنعم
أستاذ علم الأجنة والتشريح
كلية الطب–جامعة طيبة
المدينة المنورة
أستاذ علم الأجنة والتشريح
كلية الطب–جامعة طيبة
المدينة المنورة